أصل اللغات، للدكتور مصطÙÙ‰ Ù…Øمود 11 أكتوبرØŒ 20146 سبتمبرØŒ 2020 Ù…Øمد جمال صقر مكر اللغويينيظل بعض اللغويين المعاصرين يملؤون عقلك باستواء اللغات، وألا Ùضل لبعضها على بعض، من Øيث تستوي جميعا ÙÙŠ تØقيق أغراض قومها، ثم يتÙلتون من وراء ظهرك ليÙضل كل منهم لغته على سائر اللغات!ولا Øرج عليهم، ولا بأس بهم، على أن يستندوا ÙÙŠ التÙضيل إلى مستند، ولا يخدعوا الناس عما يضمرون.لا Øرج عليهم من Øيث تتÙاضل اللغات تÙاضل أقوامها تعميرا وتوريثا. ولا بأس بهم من Øيث ينبغي للغات أن تتعاون تعاون أقوامها أخذا وإعطاء. كتب الدكتور مصطÙÙ‰ Ù…Øمود رØمه الله: كانت لي وقÙØ© طويلة منذ زمن أمام أصل اللغات وأنا اتأمل اللÙظة العربية “كهٔ Ùأجدها:ÙÙŠ الإنجليزية (cave)ÙˆÙÙŠ الÙرنسية (cave)ÙˆÙÙŠ الإيطالية (cava)ÙˆÙÙŠ اللاتينية (…cavus) Ùأسأل وأنا أراها كلها واØدا.. أي لغة أخذتها عن الأخرى وأيها الأصل؟ وكان الجواب ÙŠØتاج للغوص ÙÙŠ علم اللغويات والبØØ« ÙÙŠ البØار القديمة التي خرجت منها كل الكلمات التي نتداولها، وكان هذا الأمر ÙŠØتاج إلى سنوات وربما إلى عمر آخر. ودار الزمان دورته ثم وقع ÙÙŠ يدي كتاب عنوانه “اللغة العربية أصل اللغات”.. والكتاب بالإنجليزية والمؤلÙØ© هي تØية عبد العزيز إسماعيل أستاذة متخصصة ÙÙŠ علم اللغويات، تدرس هذه المادة ÙÙŠ الجامعة، إذن هي ضالتي..وعرÙت أنها قضت عشر سنوات تنقّب وتبØØ« ÙÙŠ الوثائق والمخطوطات والمراجع والقواميس؛ لتصل إلى هذا الØكم القاطع.. Ùازداد Ùضولي وشوقي والتهمت الكتاب ÙÙŠ ليلتين. والكتاب ÙÙŠ نظري ثروة أكاديمية ÙˆÙØªØ Ø¬Ø¯ÙŠØ¯ ÙÙŠ علم اللغويات يستØÙ‚ أن يلقى عليه الضوء، وأن يقيّم وأن يأخذ مكانه بين المراجع العلمية المهمة.وألÙت نظر القارئ أولا أن يمر بعينيه على الجداول الملØقة بالمقال ويلاØظ الألÙاظ المشتركة بين اللغة العربية والإنجليزية، وبين العربية واللاتينية، وبين العربية والأنجلوساكسونية، وبين العربية والÙرنسية، وبين العربية والأوروبية القديمة، وبين العربية واليونانية، وبين العربية والإيطالية، وبين العربية والسنسكريتية، ليشهد هذا الشارع العربي المشترك الذي تتقاطع Ùيه كل شوارع اللغات المختلÙØ©ØŒ وهذا الكم الهائل المشترك من الكلمات رغم القارات والمØيطات التي تÙصل شعوبها بعضها عن بعض وأعود إلى السؤال:لماذا خرجت المؤلÙØ© بالنتيجة القاطعة أن اللغة العربية كانت الأصل والمنبع، وإن جميع اللغات كانت قنوات ورواÙد منها؛ تقول المؤلÙØ© ÙÙŠ كتابها:أن السبب الأول هو سعة اللغة العربية وغناها وضيق اللغات الأخرى ÙˆÙقرها النسبي؛ Ùاللغة اللاتينية بها سبعمائة جذر لغوي Ùقط، والساكسونية بها ألÙا جذر! بينما العربية بها ستة عشر أل٠جذر لغوي، يضا٠إلى هذه السعة سعة أخرى ÙÙŠ التÙعيل والاشتقاق والتركيب.. ÙÙÙŠ الانجليزية مثلا Ù„Ùظ Tallبمعنى طويل والتشابه بين الكلمتين ÙÙŠ النطق واضØØŒ ولكنا نجد أن اللÙظة العربية تخرج منها مشتقات وتراكيب بلا عدد (طال يطول وطائل وطائلة وطويل وطويلة وذو الطول ومستطيل.. إلخ، بينما اللÙظ الإنجليزي Tall لا يخرج منه شيء.ونÙس الملاØظة ÙÙŠ Ù„Ùظة أخرى مثل Good بالإنجليزية وجيد بالعربية، وكلاهما متشابه ÙÙŠ النطق، ولكنا نجد كلمة جيد يخرج منها الجود والجودة والإجادة ويجيد ويجود وجواد وجياد… إلخ، ولا نجد Ù„Ùظ Good يخرج منه شيء!ثم نجد ÙÙŠ العربية اللÙظة الواØدة تعطي أكثر من معنى بمجرد تلوين الوزن.. Ùمثلا قاتل وقتيل ÙˆÙيض ÙˆÙيضان ورØيم ورØمن ورضى ورضوان وعن٠وعنÙوان.. اختلاÙات ÙÙŠ المعنى Ø£Øيانا تصل إلى العكس كما ÙÙŠ قاتل وقتيل، وهذا التلوين ÙÙŠ الإيقاع الوزني غير معرو٠ÙÙŠ اللغات الأخرى.. وإذا اØتاج الأمر لا يجد الإنجليزى بدا من استخدام كلمتين مثل Good & Very Good للتعبير عن الجيد والأجود. وميزة أخرى ينÙرد بها الØر٠العربي.. هي أن الØر٠العربي بذاته له رمزية ودلالة ومعنى.. ÙØر٠الØاء مثلا نراه يرمز للØدة والسخونة.. مثل Øمى ÙˆØرارة ÙˆØر ÙˆØب ÙˆØريق ÙˆØقد ÙˆØميم ÙˆØنظل ÙˆØري٠وØرام ÙˆØرير ÙˆØنان ÙˆØكة ÙˆØاد ÙˆØÙ‚.. بينما نجد ØرÙا آخر مثل الخاء يرمز إلى كل ما هو كريه وسيئ ومنÙر، ويدخل ÙÙŠ كلمات مثل: خو٠وخزي وخجل وخيانة وخلاعة وخنوثة وخذلان وخنزير وخنÙس وخرقة وخلط وخبط وخر٠وخسة وخسيس وخم وخلع وخواء..ونرى الطÙÙ„ إذا لمس النار قال.. أخ، ونرى الكبير إذا اكتش٠أنه نسي أمرا مهما يقول: “أخ”Ø› Ùالنسيان أمر سيئ، وهذه الرمزية الخاصة بالØر٠والتي تجعله بمÙرده ذا معنى هي خاصية ينÙرد بها الØر٠العربي.. ولذا نجد سور القرآن Ø£Øيانا تبدأ بØر٠واØد مثل: ص، Ù‚ØŒ ن، أو، ألم.. وكأنما ذلك الØر٠بذاته يعني شيئا. نستطيع أن نؤلّ٠بالعربية جملا قصيرة جدا مثل “لن أذهب” ومثل هذه الجملة القصيرة ÙŠØتاج الإنجليزي إلى جملة طويلة ليترجمها Ùيقول I shall not go ليعني بذلك Ù†Ùس الشيء؛ لأنه لا يجد عنده ما يقابل هذه الرمزية ÙÙŠ الØرو٠التي تسهل عليه الوصول إلى مراده بأقل كلمات.وإذا ذهبنا نتتبع تاريخ اللغة العربية ونØوها وصرÙها وقواعدها وكلماتها وتراكيبها Ùسو٠نكتش٠أن Ù†Øوها وصرÙها وقواعدها وأساليب التراكيب والاشتقاق Ùيها ثابتة لم تتغير على مدى ما نعلم منذ آلا٠السنين، وكل ما Øدث أن نهرها كان يتسع من Øيث المØصول والكلمات والمÙردات كلما اتسعت المناسبات، ولكنها ظلت ØاÙظة لكيانها وهيكلها وقوانينها ولم تجر٠عليها عوامل الÙناء والانØلال أو التشويه والتØريÙØŒ وهو ما لم ÙŠØدث ÙÙŠ اللغات الأخرى التي دخلها التØري٠والإضاÙØ© والØذ٠والإدماج والاختصار، وتغيرت أجروميتها مرة بعد مرة.ÙˆÙÙŠ اللغة الألمانية القديمة نجد لغة ÙصØÙ‰ خاصة بالشمال غير اللغة الÙصØÙ‰ الخاصة بالجنوب، ونجد أجرومية مختلÙØ© ÙÙŠ اللغتين، ونجد التطور يؤدي إلى التداخل والإدماج والاختصار والتØري٠والتغيير ÙÙŠ القواعد، ونÙس الشيء ÙÙŠ اللاتينية وأنواعها ÙÙŠ اليونانية ÙˆÙÙŠ الأنجلوساكسونية، ولهذا اختار الله اللغة العربية وعاء للقرآن؛ لأنه وعاء Ù…ØÙوظ غير ذي عوج، ÙˆØ§Ù…ØªØ¯Ø Ù‚Ø±Ø¢Ù†Ù‡ بأنه {قرآنا عربيا غير ذي عوج}. ÙˆØدّث ولا Øرج عن غنى اللغة العربية بمترادÙاتها Øيث تجد للأسد العديد من الأسماء؛ Ùهو الليث والغضنÙر والسبع والرئبال والهزبر والضرغام والضيغم والورد والقسورة… إلخ. ونجد كل اسم يعكس صÙØ© مختلÙØ© ÙÙŠ الأسد، ونجد لكل اسم ظلالا ورنينا وإيقاعا. ومن الطبيعي أن يأخذ الÙقير من الغني وليس العكس، ومن الطبيعي أن تأخذ اللاتينية والساكسونية والأوروبية واليونانية من العربية، وأن تكون العربية هي الأصل الأول لجميع اللغات، وأن تكون هي التي أوØيت بقواعدها وتÙعيلاتها وكلماتها إلى آدم كما قال القرآن: {وعلم آدم الأسماء كلها}.ولكن المؤلÙØ© لا تكتÙÙŠ بالسند الديني، وإنما تقوم Ø¨ØªØ´Ø±ÙŠØ Ø§Ù„ÙƒÙ„Ù…Ø§Øª اللاتينية والأوروبية واليونانية والهيروغليÙية، وتكش٠عن تراكيبها وتردّها إلى أصولها العربية شارØØ© ما جدّ على تلك الكلمات من Øذ٠وإدماج واختصار تÙعل هذا ÙÙŠ صبر ودأب وأناة ومثابرة عجيبة.Ù†ØÙ† أمام دراسة أكاديمية ÙˆÙØªØ Ø¬Ø¯ÙŠØ¯ ÙÙŠ علم اللغويات تستØÙ‚ صاØبته الدكتوراه الشرÙية من الجامعة والتØية من الأزهر والاهتمام من القارئ الأجنبي والعربي، والالتÙات من النقاد والمناقشة الجادة من الأكاديميين؛ Øتى لا يقال عن بلادنا إنها لا تقوم ولا تقعد.